أبنائي واحبتي وقرة عيني وكل من له في قلبي محبة ومعزه تأملوا كلمات الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى 

( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 

أي إن الله لا يغير ما بقوم من نعمة وإحسان ورغد عيش (حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وذلك بالانتقال من الطاعة إلى المعصية أو من شكر النعم إلى البطر بها واستخدام تلك النعم فيما لا يرضي الله فيسلبهم الله إياها عند ذلك ....والعكس صحيح 

فقد يمهل الله العبد ويستدرجه لعله يرجع أو يأخذه على غرة كما قال الله تعالى  ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم بملسون ) 

أن تلك الآيات عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وحكمته لا ينزل العقوبات إلا بفعل عباده ( وما ربك بظلام للعبيد) 

لذا أحرصوا كل الحرص على مرضاة الله ووضع ميزان لكل عمل تقدموا عليه هل يرضي الله وهل هو في حدود الحلال والحرام ولا تجعلوا ميزانكم هو تقاليدكم وعاداتكم التي فرضها عليكم المجتمع والانسياق خلف تلك الشهوات والمظاهر الخداعة والانسياق خلف التفاخر ثم السقوط في النهاية فيما لا يحمد عقباه حينها لا ينفع الندم ولا المال والولد أحبتي تلك الكلمات لم اكتبها بيدي فقط بل كتبتها بقلب يتفطر حزنا لما أراه الآن من تغير كثير في انفسنا وسلوكياتنا وكأننا ظمنا العيش واستمرار الحياة والنعم وغفلنا عن من بيده ملكوت السموات والأرض 

أتمنى أن تصل كلماتي هذه إلى قلوبكم قبل أعينكم وان تضعوا تلك الآيات أمام أعينكم قبل الأقدام على أي عمل تريدوا أن تقدموا عليه 

و تذكروا تلك الآية العظيمة ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )) 

فنعم الله علينا كثيرة فلا نضيعها من أيدينا بشهوة ولتكن جميع جوارحنا شاكره لله عاملة بما ترضي الله 

أم بدر 23/3/2013