الأربعاء، 19 نوفمبر 2008

قرة عيني 2



ابني الجبيب إن قلبي يتفطر عليك خوفا وألما وحزنا .. فأنا لم اقصر في تربيتك على الدين والحياء والأدب ولكن هي الحياة وأمواجها تتلاطم وأخاف عليك منها وأتمنى أن لا تترك هذه الامواج أثر على نفسك او تحطم حياتك !!!!! لا تفهم خوفي عليك خطاء ....
إبني الحبيب إنما خوفي عليك نابع من حبي لك فأنا أحاول أن اكمل رسالتي معك فاحميك من نفسك ونزعات الشيطان التي تقصف بكل نفس بشريه ولكن هنا يأتي دور النبته التي غرستها في وجدانك الديني والأخلاقي فلا تفريط أمام نفسك ونزعات الشيطان وتنس إنك من معدا أصيل دون صدا ..
قرة عيني كنت أود محادثتك والجلوس معك والنظر إلى وجهك الحبيب ولكني وجدت الكتابه لك قد تكون ابلغ وقعا في القلب والنفس معا .
لم أشأ أن تفوتني مناسبة بلوغك سن الرشد والاعتماد على نفسك أن اذكرك ببعض النصائح التي قد تفيدك .
إبني الحبيب إن بلوغك سن الرشد معناه أن الله تعالى منحك شرف المسوؤليه عن تصرفاتك وأفعالك وأختياراتك فالله جل وعلا يسجل كل ما تقوم به من عمل صغيرا كان اوكبيرا وذلك عندما كنت صغير كان القلم مرفوعا عنك .
حبيبي كن رقيب نفسك وضع أمام عينيك خشية الله .
حبيبي لقد لمست فيك جدك وقوة إصرارك لبلوغك ما تريد فأجعل ذلك الاصرار في انتصارك على نفسك عندما تضعف وأمام شيطانك فلا تجعلهما ينتصران عليك .
إبني وحبيبي إنك جميل وتحرص على نظافة جسمك وثيابك فأحرص على إتقان وضوئك للصلاة .. حبيبي احرص بعد هذه الطهارة والنظافه على صلواتك فهي عماد الدين وقرة للعين وراحة للبال وعون على كل المصاعب وفرج لكل الهموم والاحزان والآلام .. إنها صله دائمه بالعزيز الديان .
حبيبي ونور فؤادي أوصيك بالعناية بكتاب الله إحرص على تلاوته وحفظه فهو كما وصفه الحبيب صلى الله عليه وسلم : (هذا القران مآدبة الله فاقبلوا مآدبتة ما استطعتم إن هذا القران حبل الله المتين والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولايخلق من كثرة التردد اتلوه فإن الله يأجرك على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول لكم ألف لام ميم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ) اخرجه الحاكم .
حبيبي لقد كنت شابة مثلك وكانت لي أم حنون فلا أنسى لها أبدا ما حييت حرصها الشديد على تعليمنا وتحفيزها لنا وسهرها من أجل ذلك وتعبها وبذلها في سبيله كل ما تملك من وقت وجهد مع أنها لم تكن متعلمة لقد قدمت لي أقصى ما لديها من عطف وحب وحنان والله وحده القادر على تكريمها وجزائها الجزاء الأوفى أما أنا فعاجزة كل العجز على أن أوفيها ولو جزءا بسيطا من فضلها علي فعطاء الوالدين لا يكافأ ولهذا أوصانا الله تعالى بالدعاء لهما بخيرالدنيا والآخرة وبالجزاء العظيم منه سبحانه
قال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ).
حبيبي وفي الختام أوصيك بان تحافظ على صحبتك الصالحة فانت قوي بإخوانك ضعيف بنفسك ولا غنى لك في هذا العالم من رفقة صالحة تذكرك بالله وتعينك على بناء آخرتك
أسال الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلبك ونور صدرك وجلاء أحزانك وذهاب همومك وزينة لك في الدنيا وتاجا لك في الآخرة .
جعلك الله قرة عين لي ولأبيك وذخرا
صالحا لأمتك ....
أمك المحبة لك دائما وأبدا
19/11/2008

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

الله يحفظ لك كل ما تحبين حفظه من ذات وبنين وبنات ، في الحياة وبعد المماة وهو قادر على كل شئ وبيده كل شئ

MediaWoman يقول...

السلام عليكم
من اجمل ماقرات كنصيحه.........مختصره ، وفي الهدف تماما.
اهم ماقراته فيها هو المحافظه علي الصلاه ، فهي صله جميله بين العبد وربه ، ويحس بها من يداوم عليها ، حتي تجديه في شوق دائم لانفراده بربه........ويحس بحكه دائمه عندما يسمع الاذان حتي يقف بين يدي خالقه..........سبحانه وتعالي
هنيئا لك ببلوغه سنه القانونيه رغم ثقتي في ان اصغر اطفالك قد بلغها منذ يوم ولادته منك.
وهنيئا له بوجودك في حياته