الاثنين، 13 فبراير 2017

رسالة الى إبنتي الكبرى  إبنتي الحبيبة 
ها هي المسافة بين وجودك وغيابك بدأت تضيق رويدا رويدا وبات الغياب يحمل حقائبه وينتظرك خلف الباب وينتظر أخذ قلبي معه ولكن هذه سنة الحياة... فأتمنى لك السعادة و الهناء.... حبيبتي 
لقد حققت أحلى أمانيك بخاطب جاء في حب وصفاء فاليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين في هذه الليله سيظلك سقف غريب في بيت رجل غريب.
فالان دعيني أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التي أرجو من الله أن تجعل حياتكما سعيدة إلى الأبد
حبيبتي وقرة عيني ..ها قد تزوجت فدخلت عباده جديدة فيها الأجر والثواب من الله عز وجل مهما طال أمدها وهذا من فضلة جل جلاله. الزواج عبادة بكل ما في هذه الكلمة من معنى وان غفل عن ذلك أكثر الناس   فاعتبروها شراكة فقط وتعاملوا على أساس هذا المفهوم الخاطئ فكانت النتيجه خطأ                             
شراكة فيها المساومة والمشاطرة والمناصفة والربح والخسارة وتحديد نسبةالأسهم فيكون كل هم الزوجين الانفصال قبل الاتصال ومرحلة انتهاءالشراكة وهي لم تبدأ بعد.  
 لكن في الإسلام يختلف الأمرفالزواج طاعة وامتثال لأمر الله عز وجل وتحصين للنفس لصيانتها من الموبقات وسكينة  وإنشاء أسرة إسلامية وتكثيرنسل يثقل الأرض بلا إله إلا الله
ولا تكتمل سعادة الرجل في الدنيا مهما نال منها واكتسب إلا بوجود امرأة مخلصة تحبه ويحبهاولا تكتمل سعادة المرأة مهما امتلكت من مال أو جمال وعقار وخدم وحشم وشهرة ومادحين ومعجبين ...الخ إلا بان يوفقها الله عز وجل بزوج تقوى به وتعتز به زوج بكل ما في هذه الكلمة من معنى وهذا  ما نتمنى أن نجده في زوجك
فأساس وجود المرأة الاجتماعي هو أن تكون زوجة وأما وهذا المناسب لتكوينها وفطرتها ولذلك خلقت
    حبيبتي الزواج منة ونعمة منة من الله عز وجل تستحق الشكر فأثارها الطيبة وفوائدها السنية لا تنتهي ففي الزواج تتبدل الروح والشعور والعواطف والأحاسيس والآمال وسائرتفاصيل الحياة صحيح إن الصلاة عبادة والصوم عبادة ولكن الزواج عبادة اخرى تختلف عما ذكر وفي كل خير
               قرة عيني 
   من بديهيات بناء المجتمع الإسلامي أن تحترم الزوجة زوجها وتحافظ على هيبته ووقاره وكلمته 
 غاليتي ونور فؤادي ..زوجك حصنك وعزك وفخرك وتاج رأسك وأحل الله له منك ومنه لك ما لا يحل لأحد من العالمين فهو أولى الناس بك 
وله حق عليك كما لك حق عليه فلا تحتقري ما تقدميه له مهما كان صغيرا فايما امرأة تجملت أو رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله إليها فاحرصي أن يكون كل عمل تقومين به فيه نية العبادة حتى تحصلي على الأجر 
نور قلبي .. لا أملك إلا أن أقول لك ما ينفعك لأخراك قبل دنياك احترمي زوجك عظمية في نفسك ثم في نفسه ثم أمام الناس إذا أهنته أمام الناس أهنت نفسك وإذا حفظته أمامهم حفظت نفس
 لا تظني إن تلك التي تشكو زوجها وتسقطه من أعين الآخرين تكسبهم بل تخسر نفسها وتخسرهم فأن جاملوها اشفقوا عليها مستظعفين وأن جانبوها تجرووا عليها شامتين 
حبيبتي ...احفظيه في غيبته مثل حضوره و أكثر   
 وقفي إلى جانبه عند مشاكله مثل استقراره وأكثر
 لاتتركيه عند ضعفه كما في قوته بل أكثر 
 احرصي على رضا زوجك حتى لو كان ذلك خيارك على رضا الناس فرضا الناس غاية لا تدرك ورضا زوجك من رضا ربك  
اعلمي يا حبيبتي إن اسرتك ميدانك الأول والثاني والأخيرعليك بصيانته وحفظه ورعايته وتقديمه على سائر الأمور الأخرى وهذا لا يمنعك من القيام بأمور اخرى
حبيبتي ونور قلبي  ..ارايت عاقلا يقوم لصلاة الليل ويترك صلوات الفريضة أو يصوم استحبابا ويترك شهر رمضان فأنت جنة زوجك التي يحب اللجوء اليها وفيها يرتاح 
غاليتي .. لآ تكوني  عبئا على زوجك همك المطالب وجلب المتاعب فأنتما في سفينه واحدة وبحر الدنيا هائج لا يستكين والعواصف تشتد وتخبوإلا انها تستمرفأنت المساعد لربان السفينه تلفته وتعينه وتسنده ولآ تتأفف عليه وهمها راحتها فاي مشاكل بينكما لا سمح الله لا تفرق بينكما..معيب كما يفعل الكثير أن تقع المشكلات وتضيع الأوقات على خلافات بسيطه
حبيبتي .. تعلمين أن منتهى اعمالنا وكل ما نقوم به هدفه تحكيم شريعة الله في الارض تذكري كيف كنت أحاول تربيتكم في البيت هكذا ينبغي أن تكوني بل أفضل
ففي كل ركن أو زاوية في المنزل أو قرار أو عمل ينبغي أن يكون الاسلام حاضرا ومنه الانطلاق
فصلاتك أول الوقت وقيامك فجرا هو الاصل والخروج من المنزل لا يكون قبل الصلاة بقليل إلا إذا كنت متاكدة بأذن الله بأنك سوف تجدين المكان الذي تصلي فيه
قرة عيني .. المدرسة الأولى التي يتعلم فيها أولادك والأكثر تأثير على سلوكهم ونظرتهم للدنيا والمدرسة الأخيرة لهم هي أنت فأول ما تفتح أعينهم وأسماعهم عليك فهم مقلودك في سائر أمورهم ويبقى أثر فعلك عليهم وإن كبروا وإن أصبحوا أباء وأمهات لذلك إحرصي على أن لا يرون منك إلا جميلا ولا يشاهدون إلا طيبا ولا يسمعون إلا حسنا ولا تتعاملي معهم إلا بأدب وأحترام بالغين إن كانوا صغارا أو كبارا 
حبيبتي .. اسمعي لما أقوله لك جيدا  
1- لا تظني أن الحياة الزوجية سوف تكون دون خلاف أو سوء تفاهم  
2- لا تظني أن هذه الخلافات هي اخر الدنيا ومنتهى المطاف 
3- لا تقفي عند كل صغيره وتفتعلي منها شيئا كبيرا فمن عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها 
4- وأن قاطعك زوجك فلا تقاطهيه وإن جانبك لا تجانبيه 
من الطبيعي جدا أن تحصل الخلافات بين الزوجين وهذا من سنن الحياة بين كل البشر ولكن المهم أن تحلي ذلك بحسن الاستماع والتبصر ولا تتعصبي لهواك ولا تعاندي ولا تظني إن الحق دائما معك أو إنك تهدفين أن تنتصري على زوجك 
ثم إن كثير من الخلافات تبدأ صغيرة فلننته منها وهي كذلك ولا نزيد عليها مبالغين بكثرة النقاش والجدال والتعليق والرد والتحدي . وفي الأخير أقدم لك وصية أم لابنتها ليلة زفافها وكثيرا ما كنت تسمعينها من بابا عبدالله أطال الله في عمره وهو يرددها دائما كلما راك ...(جدك  
أي بنيه إنك مفارقه بيتك الذي منه خرجت وعيشك الذي منه درجت إلى رجل لم تعرفينه وقرين لم تألفه كوني له آمة يكون لك عبدا وكوني له أرضا يكن لك سماء وإحفظي له خصال عشرة يكن لك ذخرا 
فالأولى والثانيه : فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة
أما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواقع عينه وأنفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم إلا أطيب الريح 
الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن شدة الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبة 
السابعة والثامنة : فالاحراز لماله والارعاء على حشمه وعياله  
التاسة والعاشرة : فلا تعصي له امرا ولا تفشي له سرا فان خالفت امره أوغرت صدره وإن افشيت له سرا لم تامني غدره .وإياك والفرح بين يديه إذا كان مغتما والكآبه لديه إذا كان فرحا فإن الخصلة الاولى من التقصير والثانيه من التكدير وكوني أشد الناس له إعظاما يكن أشدهم لك إكراما وإعلمي إنك لا تصلي إلى ما تحبين حتى توثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يحفظك 
 دمتي لأمك التي تكن لك كل عطف وحنان وحب  
           


ام بدر عام ٢٠٠٧


ليست هناك تعليقات: